August 16, 2025

Spot in | زينب العاني

زينب العاني.. الشابة التي واجهت مرضها بفنّها

فنانة شابة لم تستسلم لخطأ وصفة الدواء، الذي سبّب لها مرضٌ أنهكها وأقعدها عن دراستها أربع سنوات، فبين جدران غرفتها التمست موهبتها الفطرية، بفنّ عبرت فيهِ عن وجعها وآلامها، فكل لوحةٍ رُسمت لها ألف حكاية وقصة، زينب العاني فنانة من بغداد بدأت تعلم الرسم بالتطريز معتمدة على نفسها، فلوحاتها تمرّ بمرحلتين الأولى التطريز يدوياً، ومن ثم تضفي عليها الألوان لتكتمل الصور في لوحاتها

قبل حظر التجوال، خططت لرسوم كثيرة، فصنعت لوحاتها من الأزرار والمسامير فقط، وهي ترسم على الزجاج أيضاً، في العام الماضي قررت الخوض في تجربة التطريز ورسم اللوحات كما هي أعمالها الآن. لا تجذبها الأشياء العادية والمألوفة في الحياة، فبيكاسو مثلها الأعلى في الرسم ويمثل لها التحدي والاختلاف، حتى شعرت بأن عالمه قريب جداً من عالمها، جدران غرفتها والوحدة والألم والعزلة قرّبتها كثيراً إليه، ما شكّل لها تحديا لكي تحقق بصمتها بأسلوبها الخاص

الفرشاة والألوان تُمثل لها الفرح ومسكّن الآم، تجد فيه راحتها، وتتجسد كل طاقتها وحبها للتحدي والحياة، لوحاتها تُعبّر عنها وعن مشاعرها فمثلاً: رسمت لوحة أسمتها (أنا أبكي) كانت في لحظات ألم شديد بسبب معدتها وصلت حد البكاء والنقل إلى المشفى. فيما كانت أسماء لوحاتها الاخرى (نحن لا نموت من الواقع، اليد الزرقاء، سيلفيت ديفيد، أين يذهب الوقت؟ جاكلين مع زهور تي شيرت، في هذا العالم المكسور، الصمت..) وغيرها الكثير

أما مشاركاتها في المعارض الفنية فقد كانت لها أربع معارض الأول في وزارة الثقافة العراقية والثاني في بيت شباب بغداد مع مجموعة من الفنانين، ومعرضٌا شخصيا، أما آخر مشاركاتها فهو في معرض الفنانات التشكيليات العراقيات الذي أقيم في الأردن، وتروي زينب موقفٌا مضحكا حدث معها: “ردود افعال من حضر في المعارض يتوقعون انهم سيرون امرأة تتجاوز الأربعين عاماً وانهم يتوقعون رسم وليس خيط، وعندما يكتشفون الأمر بنفسهم ويذهلون ويقولون (هذا خيط مو رسم!)

أما كلمتها الأخيرة.. فتقول والدتي كانت الداعم الأساس والوحيد لي فأدعوا الله أن يحفظها، وسأثبت لها أني ناجحة وأحقق ما أتمناه، في الرسم وفي دراسة الهندسة المعماريةلا تجلعوا طموحكم يقف عند حد واسعوا لتحقيق كل ما تتمنون