واحدٌ من اشهر المقاهي البغدادية القديمة التي تقع على نهرِ دجلة في جانبِ الكرخ والتي تضيء بمصابيح تضفي أنوارها على أمواج النهر. كان يُعتبر مقهى البيروتي من المقاهي الصيفية ومعظم روادها من التُجار، حيثُ تشير المصادر إنهُ كان مجتمعاً تجارياً يضم تجار الحبوب والأخشاب والغنم، لذا كان التُجار يجلسون فيه ليتداولون احاديث البيعِ والشِراء.
تعرض المقهى إلى الغرق اثناء الفيضان الذي طال بغداد في الخمسينيات، حيث كان يشتهر المقهى بإنهُ ملتقى للشعراءِ والظُرفاء من ابناء الكرخ، ومِنهم “المُلا عبود الكرخي، وتوفيق الخانجي” وغيرهم من التجار واصحاب الخانات

وإضافةٍ الى الشاي اشتهر بتقديم النرجيلة (الشيشة)، وفي نهايتهِ كان يضُم مكاناً مُخصصاً للعب “القُمار” وكان يترأسهُم “إبراهيم البيروتي” صاحب المقهى، ادى ذلك إلى إساءة سُمعة المقهى وعزف رواده عنه ليرتادوا مقاهٍ غيره!

نتيجة الغرق الذي طاله في الخمسينيات من القرن الماضي، اُقيم مقهى آخر حمل نفس الأسم بين “الجعيفر والعطيفية” حيث “البيروتي الجديد”، وذاع صيتهُ لإرتياد عدد من الشعراء والأُدباء امثال الشاعر “محمد الحبوبي، ويوسف العاني، وآخرون” وبقي شاخصاً حتى اللحظة يرتاده الطلبة والشباب بل حتى العوائل إذ اصبحَ يُقدِم الأكلة البغدادية الشهيرة “السمك المسكًوف” بجانبِ شاشة عرض كبيرة لمشاهدة مُباريات كرة القدم حيث يتجمهر العشرات هناك.







